المؤتمر الدولي: مَنْظُومَةُ القِيَّمِ فِـي السِّيَّاقِ الكَوْنِيِّ المُعَاصِرِ: نَظَرَاتٌ فِي المَاهِيَّةِ وَالتَّأْصِيلِ وَإشْكَالَاتِ التَّنْزِيلِ
4ـ5 مايو / أيار 2026 كلية الإلهيات Bilecik Şeyh Edebali Üniversitesi/جمهورية تركيا


أرضية المؤتمر:
تعد منظومة القيم الكونية من أهم قضايا الفكر المعاصر، وذلك بالنظر إلى ما تُثيره مباحثُها من خلافات نظرية وإشكالات تنزيلية، فالحديث عن موضوع القيم في عالم اليوم حديثٌ عن كينونة الإنسان وكرامته من جهةٍ؛ لكون القيم جوهر الذات الإنسانية وحامية أخلاقها الفطرية، وحديثٌ عن أفق واسع من التدافع الحضاري والصراع الثقافي، وهذا بالنظر إلى اختلاف العقول في تحديد ماهية القيمة، وتمثُّلها، ورسم ضوابطها.
والمتتبع لقضايا البحث العلمي والتفاعل الثقافي في أبعادها الحضارية الدولية، وبخاصة الموضوعات البحثية ذات الصلة بالهوية، والانتماء، والهجرة، والكرامة، والسلم، والبيئة… يلاحظ أن البعد القيمي يشغل مساحات واسعة من النقاش الدائر حول هذه الموضوعات الإنسانية المهمة؛ إذ تسعى كل مرجعية إلى بسط الكلام فيها وفق فلسفتها القيمية، مع توسع ملحوظ في إبراز مكامن قوتها، وإثبات أحقيتها بعولمة القيم في مختلف المجالات المرتبطة بمواقع الوجود الإنساني.
وهكذا أخذت مجريات الدراسات والأبحاث في مجال القيم تنحو مناحي متعددة، لعل أبرزها ما يعنى ببيان ماهية القيم وفلسفتها، والتأصيل لمنظومتها استنادا إلى مختلف المرجعيات، في محاولة لإثبات صلابة المرجعية الثقافية للبناء القيمي لكل حضارة، إنه منطق التدافع في سبيل تقديم الأنموذج الحضاري القيمي الأصلح لقيادة الإنسانية في سياقاتها المعاصرة.
وإذا كان المسلمون يفتخرون عبر تاريخهم الحضاري وإنتاجهم الفكري والثقافي بامتلاك منظومةِ قيمٍ إنسانيةٍ متكاملةٍ، فإن ذلك يحق لهم وللعالَمين بالنظر إلى كون هذه المنظومة ذات مرجعية أصيلة ومنفتحة في الوقت ذاته؛ فقد أسَّسَ قواعدَها الوحيُ، ووسَّعَ أفقَها العملُ الاجتهادي عبر العصور، فظهرت ثمارها في بناء الإنسان، وإصلاح العمران، وإشاعة السلام، وصناعة محطات مشرقة من الحضارة الإنسانية الراقية.
بيد أن هذه المنظومة القيمية قد أتي عليها حينٌ من الدهر – جريا على سنة الله في الخلق- احتجبت فيه كثيرٌ من أنوارها، وافتقدت معه مشاهد قيادتها وصولاتها، وذلك راجع إلى أسباب كثيرة متنوعة، منها الداخلي المتمثل في الضعف الذي شاب حضارة الإسلام في العصور المتأخرة، ومنها الخارجي المتجلي في تدافع الأمم في بسط رؤيتها للعالم، ونشر فلسفاتها في ميدان القيم. فكان من نتائج هذه المزاحمة أن منظومة القيم الإسلامية لم تعد تُقَدَّمُ للبشرية بصورتها الأصيلة المتكاملة المشرقة، فبقيت أصولُها النظرية مغمورةً في مصادرها الشرعية، ونماذجُها التنزيلية مكنوزةً في كتبها التراثية.
واستصحابًا لهذا الواقع، بات من الضروري اليوم تكثيف البحث العلمي وتوسيع دائرة النقاش الثقافي في سبيل الكشف عن مقومات منظومة القيم الكونية في القرآن والسنة، وإحياء أدوارها الحضارية، وإظهار خصائصها، ونشر محاسنها، والدفاع عنها بما يمهد سُبُل التكامل والتعايش مع باقي الحضارات، ويحقق مصالح الإنسان -من حيث هو إنسان-.
إن موضوع القيم الكونية يكتسي أهمية بالغة في ظل الانفتاح والتغير الذي يعرفه عالم اليوم؛ مفتوح أمام التدفق السريع للمعارف والأفكار المتنوعة، ومتغير أمام التقلبات السياسية والتطورات الاقتصادية والتغيرات الاجتماعية المتلاحقة. وهذا الواقعُ المشهودُ يدعونا إلى طرح تساؤلات مهمة، من قبيل: هل صحيح أن جملة من القيم تيسر سبل التعارف بين البشر مهما اختلفت ثقافاتهم أو لغاتهم؟ وما مدى فعاليتها في تحديث المجتمعات وتطوير العلاقات فيما بينها؟ وكيف يمكن للمنظومة التربوية أن تستثمر إمكاناتها وآلياتها لإدماج هذه القيم في سلك التربية والتعليم؟ وما الذي يمكن أن تقدّمه العلوم الإسلامية والإنسانية في هذا السياق؟ وكيف نتعامل مع التطورات التكنولوجية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، من منظور منظومة القيم الكونية؟ وهل من مشاريع علمية لاستخلاص منظومة قيم كونية من القرآن الكريم والسنة النبوية؟ وما السبيل إلى إحياء الأدوار الحضارية لمنظومتنا القيمية؟ وكيف يمكننا إبراز الآثار الإيجابية لمنظومة القيم على المجتمعات الإنسانية المعاصرة؟
محاور المؤتمر:
تتأسس محاور المؤتمر على السؤالات السابقة وما يجري مجراها، ويمكن بسط أهم هذه المحاور -على سبيل المثال لا الحصر- فيما يلي:
- المحور الأول: فلسفة القيم (المفهوم- المرجعية -الخصائص- الأهمية -الأدوار -المقارنة -التكامل- الانفتاح…)
- المحور الثاني: منظومة القيم الكونية في القرآن الكريم والسنة النبوية.
- المحور الثالث: منظومة القيم الكونية في الحضارة الإسلامية.
- المحور الثالث: منظومة القيم الكونية في باقي حضارات العالم؛ دراسات معمقة أو مقارنة.
- المحور الرابع: منظومة القيم الكونية في علاقتها بالعلوم الإسلامية (علوم القرآن، علوم الحديث، علم الكلام، الأصول، المقاصد…)
- المحور الخامس: منظومة القيم الكونية من منظور العلوم الإنسانية (الفلسفة، علم النفس، علم الاجتماع، علوم التربية…)
- المحور السادس: منظومة القيم الكونية وتطبيقاتها المعاصرة (الاجتماعية، التربوية، الاقتصادية، السياسية، البيئية…)
- المحور السابع: الأزمة القيمية الدولية المعاصرة: الإشكالات والحلول.
- المحور الثامن: منظومة القيم الكونية وتجديد الفكر الإسلامي.
- المحور الثامن: منظومة القيم الكونية في باقي حضارات العالم؛ دراسات معمقة أو مقارنة.
مواعيد مهمة:
- آخر أجل لتلقي طلب المشاركة: 15 فبراير/ شباط 2026
- آخر أجل لتلقي الأبحاث الكاملة: 15 مارس /آذار 2026
- موعد انعقاد المؤتمر: 4 ـ 5 مايو/ أيار 2026
ضوابط المشاركة:
- يرسل المشارك طلب المشاركة مستوفيا الشروط التالية :
عنوان المؤتمر المعني بالمشاركة/عنوان المقترح البحثي/اسم الباحث وصفته ومؤسسته وبلده/ ملخص البحث/ رقم واتساب للتواصل في حال الضرورة
- ضرورة التزام المشاركين حضوريا بالحضور الفعلي في جلسات المؤتمر وإلا سيتم الامتناع عن تسليم شهادة المشاركة.
- يرسل البحث الكامل حسب المواعيد المقررة أعلاه.
- ألا يقل البحث عن 3000 كلمة، ولا يتجاوز 10000 كلمة.
- ألا يكون قد سبق نشره، أو المشاركة به في مؤتمر سابق.
- تقبل البحوث الفردية والثنائية فقط.
ترسل الملخصات والبحوث الكاملة في قالب WORD إلى البريد الإلكتروني الآتي:
رسوم المشاركة:
المشاركة الحضورية: 280 يورو؛ وتشمل: -حضور فعاليات المؤتمر – استراحة الإكرام – شهادة مشاركة رسمية -ملف المؤتمر -نشر البحث
المشاركة عن بعد: 170 يورو؛ وتشمل: ـ تقديم المداخلة عبر زووم ـ شهادة مشاركة رسمية ـ نشر البحث
ملاحظات مهمة:
– ستقوم الجامعة المستضيفة بـتأمين حافلة لنقل المشاركين من إسطنبول إلى مدينة بليه جك يوم 3 مايو وسيتم تحديد التوقيت وأماكن التجمع لاحقا.
ـ بالنسبة للقادمين بوسائل أخرى مثل شركات الحافلات الخاصة أو القطار، فسيتم استقبالهم في بيله جك ومرافقتهم إلى فنادقهم.



